الموقع الرسمي للشيخ عبدالله جهاد الموقع الرسمي للشيخ عبدالله جهاد
مرحبا بكم فى الموقع الرسمي للشيخ عبدالله جهاد أبو زيد : نسأل الله القبول والتوفيق والسداد
۩ كلمة الإدارة
-
أسباب المغفرة الشيخ عبدالله جهاد ||https://wwwabdallahgehad55.blogspot.com

جديد الموقع

-
أسباب المغفرة الشيخ عبدالله جهاد ||https://wwwabdallahgehad55.blogspot.com
خطب الجمعة للشيخ
جاري التحميل ...

صنائع المعروف تقي مصارع السوء .

صنائع المعروف تقي مصارع السوء .


من أجمل ما يَروقُ نَثرُه, ويَطيبُ عند ذَوي النُّفوس الحيَّة ذكرُه..فهي تَرفَع البلاء, وتَقي مصارعَ السُّوء, وتَنشُرُ البَهجة, وتَستَميل القُلوب, وتُجسِّد التَّعاطف, وتُعين على إجازة الصِّراط يَوم دَحض الأقدام, ولذلك رُويَت فيها أحاديث كثيرة تُبيِّن منزلتَها, وتذكُر مناقِبَ أهلِها.
فحديث (أحبُّ الأعمال إلى الله تعالى سُرور تُدخله على مسلم, أو تَكشف عنه كُربة, أو تَقضي عنه دَينا, أو تَطرد عنه جُوعا..) وحديث (خيرُ النَّاس أنفعُهم للنَّاس..) وحديث (صنائع المعروف تَقي مصارع السُّوء والآفات والهلكات)... أحاديثُ لا تَخلو من عِلَل لكنَّ لها شواهدَ نثرَها أهلُ العلم بين طَيَّات مهارقهم, ونَشرُوها في مصَنَّفات خاصَّة بموضوعها للتّنويه به ورَفْع هِمَم النَّاس للتَّعرُّض لخيرِه الهَتَّان , 

ومن ذلك كتاب "قضاء الحوائج" لابن أبي الدُّنيا, وكتاب "الأربعين حديثا" التي انتَخبها الحافظ المُنذري في اصطناع المعروف إلى المسلمين وقضاء حوائج المَلهوفين, وعلَّق عليها قاضي القُضاة المُناوي.

ومن الأحاديث الصَّحيحة البالغة غايَةَ التَّرغيب في ذلك ما رواه مسلم عن أبي هريرة مرفوعا: (مَن نفَّس عن مؤمن كُرْبَةً من كُرَب الدُّنيا نَفَّس الله عنه كربة مِن كُرَب يوم القيامة، ومن يَسَّرَ على مُعْسرٍ يَسَّرَ الله عليه في الدنيا والآخرة, ومن سَتر مسلما سَتَره الله في الدُّنيا والآخرة، والله في عَوْن العَبد ما كان العبد في عون أخيه)

ومنها ما رواه البخاريُّ عن أبي موسى مرفوعا (أطعموا الجائع, وعودوا المريض, وفكُّوا العاني) وهذه أوامر تُلبِس هذه الأعمال ثَوبَ الرَّبَّانية, وتَصبغها صِبغة تُبَيِّن أنَّها ليست مُجرَّد تَبرُّعات, وإنَّما هي من صَميم البناء الإيمانيِّ للمجتمع المسلم, ولذلك صرَّح ابنُ بطَّال وغيرُه أنَّ مثلَ هذه الأعمال فُروضٌ على الكفاية, فإذا لم يُوجَد في المُجتَمع مَن يَقوم به بالقَدر الكافي أثِم أهلُ القُدرة عليه جميعا.

فما أعظم تَرغيب الإسلام في صنائع المعروف, أن يُعطَى المحروم, ويُنصَف المظلوم, ويُطعم الجائع, ويُسقى الظَّمآن, ويُداوَى المريض, ويُيَسَّر على المُعسِر, ويُرشد الغاوي, يُعلَّم الجاهل, ويُغاث المكروب, ويُواسَى المحزون, ويُكفل اليَتيم, ويُقال ذو العّثرة, ويُعان ذو الحاجة...ما أبهى صُورةَ ذلك في عيون الأخيار, وما ألَذَّ خَبرَه في مَسامع ذَوي المُروءة.

وحسبُ المُحبِّ أنَّ صنائع المعروف يتهلَّل لها وجهُ الحبيب صلَّى الله عليه وسلَّم, ففي صحيح مسلم من حديث جرير بن عبد الله أنَّه جاءَه "قومٌ حُفاةٌ عراةٌ...فتمعَّر وجهُ رسُول الله صلَّى عليه وسلَّم لما رأى بهم من الفاقة..) ثمَّ خطب رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم ورغَّب في الصَّدقة ولو بشقِّ تمرة..فتصدَّق النَّاس, قال جرير: "حتَّى رأيتُ وجهَ رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم يَتَهلَّل كأنَّه مُذهَبَة"
وإذا كان وجهُه صلَّى الله عليه وسلَّم –وما كان أبهاه كأنَّما أشرقت فيه المسرَّة- يتمعَّر لِفاقة المُسلمين وشدَّة حاجتِهم, فكيف بحالِه عند تَجويع آلاف المسلمين بالفساد والنَّهب من قِبَل عُشَّاق الثَّراء من المسئولين, وإهلاك الأصحَّاء والمرضى بالرَّديء والمزيَّف من الطَّعام والدَّواء على أيدي طلَّاب المُتعة من التُّجَّار, وتَرك مُستضعَفيهم في مَهامِه اللَّأواء والحرمان على أيدي تُجَّار الذِّمم وأوعية النِّفاق الَّذين يأخُذون ثمنا على نَعت الأحزان بالأفراح...وغير ذلك ممَّا يزَرع العداوةَ وتَنافُرَ القلوب بَدلَ ما تُثمرُه صنائع المعروف الَّتي هي مصايدُ للقلوب!!! وقد روى ابنُ حبَّان في كتابه المُمتِع روضة العقلاء عن ابن السّماك: "يا عَجَبي لمن يشتري المماليك بالثَّمن، ولا يشتري الأحرارَ بالمعروف"
  1. الشيخ .. عبدالله جهاد أبو زيد

عن الكاتب

الداعية الشيخ عبدالله جهاد * علم مصطلح الحديث‏ لدى ‏علم الجرح و التعديل‏ *يعمل لدى ‏أخبار الأزهر _ Azhar News‏ *يعمل لدى ‏قناة الرحمة الفضائية‏

التعليقات



جميع الحقوق محفوظة

الموقع الرسمي للشيخ عبدالله جهاد